يختلف كل واحد منّا عن الآخرين. فكّل واحدٍ منّا يفضّل أمورًا مختلفة وله ذوقه الخاص وهواياته الفريدة. ولكن، رغم كل هذه الاختلافات بيننا، فإننا نتشابه في أمور أخرى وثمّة أمور كثيرة مشتركة بيننا، حتى وإن لم ندرك ذلك! ويعدّ اضطراب طيف التوحد إحدى السمات الفريدة التي نشاهدها في مدارسنا أو مجتمعاتنا.
يولد الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحّد وهم مصابين به ويتم تشخيص إصابتهم بذلك من قبل مختصٌ. وإذا كان شخص ما مصاب باضطراب طيف التوحد فستلازمه الإصابة طيلة حياته. ، فهو ليس ذلك المرض الذي يظهر فجأة في منتصف حياتك ولا يمكنك ’اكتشاف’ أنّك مصاب به أو أنّ غيرك مصاب به فجأة.
إذا كنّا مصابين باضطراب طيف التوحّد، فغالبًا ما سنتعامل مع المواقف اليومية الاعتيادية جيدًا. إنّ إصابتنا بالتوحد لا تعني أنّنا نختلف عن الآخرين في نقاط قوتنا وقدراتنا. ولكن، ربما نجد صعوبة في التفاعل الاجتماعي؛ فقد يصعب علينا التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا للآخرين أو التعبير عن شعورنا أو الحفاظ على التواصل البصري عند الحديث مع الآخرين. وفي بعض الأوقات، قد تُربكنا معالجة المعلومات في المواقف الاجتماعية.
في المدرسة، قد نحتاج إلى الحصول على دعم إضافي لمساعدتنا على التعلّم. وهنا، لا بد أنّ ندرك أنّ هذا الدعم ينطوي على تغييرات في طريقة التعلّم لا على الأمور التي نتعلّمها. يعني هذا كأن يطلب منّا المعلم الجلوس في مكان محدد في الصف أو أن يمنحنا وقتًا أطول لإنجاز الواجبات المطلوبة أو الاختبارات، إضافة إلى توفير أدوات أخرى تساعدنا في التعلّم وتتيح لنا المشاركة في الصف.
ولكن، قد لا تفي هذه الأمور بالغرض وقد نحتاج إلى إضافة تعديلات أخرى على التعلّم. بعبارة أخرى، قد يعني هذا أن يتعلّم طالب معيّن أمورًا مختلفة عن تلك التي يتعلّمها أقرانه، وفي هذه الحالة تُجرى تعديلات على المنهاج الدراسي بما يتواءم مع احتياجات التعلّم الخاصة بالطالب. وتُعدّ هذه طريقة ممتازة لتعزيز الرحلة التعليمية وجعلها تسير بشكل طبيعي. لذلك، كن إيجابيًا وبادر بتقديم العون حين ترى أن أحد زملائك يحصل على هذا الدعم، فهذا يشكّل فارقًا كبيرًا في حياتنا ويعزّز تجربتنا!
إنّه لأمر جميل أن نعرف بـأنّ كل واحد منا فريد ومختلف عن الآخر. يتسم الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بأمارات وأعراض مختلفة. ومع ذلك، فكثيرًا ما يتعرضون للمضايقات والتنمّر، لا سميا في المدرسة بسبب اختلافهم عن الآخرين في نقاط ضعفهم وقوتهم. لذا، لا بد أن نتذكّر بأنّ كل شخص منّا يستحق الاحترام. فيما يلي بعض الأمور التي من شأنها أن تسهّل عليك تقديم العون لصديقك أو زميلك في الصف المصاب باضطراب طيف التوحد:
© حقوق النشر 2022 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. كل الحقوق محفوظة.