القلق هو شعورٌ ينتابنا أحيانًا خاصة عندما نواجه مواقف جديدة أو ضاغطة، وهو استجابة الجسد للتفاعل مع ما يحدث حولنه. يُمثّل القلق جرس إنذار يُحذّرنا بأنّ ثمّة خطب ما ويجب علينا فعل شيء لنشعر بالأمان ثانية.
وفي مثل هذه المواقف، من الطبيعي أو الشائع أن ينتابنا الشعور بالقلق أو الهمّ أو الخوف أحيانًا. قد يكون هذا الشعور معتدلًا – مثل شعورنا بألم في المعدة من التوتر أو التوتر الذي ينتابنا في أول يوم نذهب فيه إلى المدرسة- أو ربما يكون أكثر شدّة – مثل الشعور بالذعر الشديد تجاه شيء يعرّضنا للخطر، وتصاحبه أفكارًا تسيطر علينا. وعادة ما يشعر معظم الناس بقلق معتدل الشدة.
التوتر هو شعورٌ مُجهد ينتابنا عند حدوث تغيير, فتشعر به حين تجد نفسك خارج نطاق المألوف لك.
في الواقع، قد يساعدنا التوتر في بعض الأحيان على العمل بأفضل وجه ممكن؛ إذ يدفعنا إلى المبادرة بالتصرّف ويحفزّنا على العمل بجد. ربما شعرت بالتوتر بسبب امتحان ما فدرست بجدٍ أكثر لتتأكد من نجاحك بتفوّق، وهكذا يدفعنا التوتر إلى فعل ما ينبغي علينا فعله وبذل قصارى جهدنا. ولكن إذا ازدادت حدّة التوتر واستحوذ على تفكيرنا، عندئذ يكون تأثيره سلبيٌّ، إذ يُربكنا ويمنعنا من بذل قُصارى جهدنا.
ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن نسيطر على مستويات التوتر ونتحكّم بها لنتمكّن من الإنجاز في المدرسة ولنكون منتجين في حياتنا الاجتماعية. ربما لم تعرف بعد كيف يمكنك فعل ذلك وبالطبع ستستغرق وقتًا لتتعلّم كيف توازن بين جميع أولوياتك حتى لا تُربك نفسك.
قد يؤدي التوتر بدرجات كبيرة إلى شعورك بأنّك:
فقد يؤدي التوتر والقلق الشديدين إلى التأثير سلبًا على صحتنا الجسدية أيضًا. فعلى سبيل المثال، قد يتسبب بما يلي:
مع أنّ ذلك قد يكون مزعجًا ومخيفًا، إلّا أنّه من الطبيعي أن تنتابنا هذه المشاعر في حياتنا اليومية، خصوصًا في سنوات مرحلة المراهقة المليئة بالتغيرات والتي يغلب فيها شعورنا بعدم اليقين.
ولكن، قد يصبح قلقنا في بعض الأوقات أكثر شدةً ووضوحًا، إلى درجة تؤثر على قدرتنا على التركيز أو الذهاب إلى المدرسة أو الأداء على أفضل وجه ممكن يناسب إمكاناتنا. كما يمكن أن يؤثر على نشاطنا الاجتماعي حيث يصعب علينا مجاراة أصدقائنا أو المشاركة في الأنشطة. في مثل هذه الأوقات،لا بد أن ننتبه لأنفسنا ونتبع بعض النصائح المذكورة أدناه أو نطلب المساعدة.
يمكننا القيام بالعديد من الأمور يوميًا للتخفيف من حدة التوتر وتهدئة جسدنا وعقلنا ولنشعر بأننا أفضل. اطّلع على النصائح الآتية أدناه!
ينبغي أن تدرك بأنّ شعورك بالقلق أمر طبيعي تجاه كل ما يحدث من حولك من تغيرات، وأنّ هذا الشعور لا يقتصر عليك وحدك. لذلك، لا تتردد بالتحدّث عن شعورك مع أصدقائك وأسرتك. ينبغي أن تعتاد على التحدّث عن مشاعرك وتعرف أنّه أمر طبيعي بدلًا من الخجل والشعور بالإحراج منها. تذكّر أن القلق الذي ينتابك ليس سوى رد فعل طبيعي تجاه عدم اليقين والتغييرات التي تحدث لك!
عندما نواجه مواقف صعبة، عادة ما يتجه تركيزنا إلى جميع الأشياء التي لا نسيطر عليها جيدًا. لذلك حاول أن تركّز على الأشياء التي تسيطر عليها. فكّر بالشواغل الإيجابية مثل الأنشطة التي تبعث في نفسك الاطمئنان والراحة والسعادة. ربما تكون أمورًا مثل الرقص أو الرسم أو التلوين أو عزف الموسيقى أو الكتابة، أو أي نشاط يناسبك! المهم، حاول القيام به مرة واحدة على الأقل يوميًا. تساعدك هذه الأنشطة على زيادة طاقتك وتحسين مزاجك!
إنّه الوقت المناسب لاستعراض مهاراتك الإبداعية! يمكنك إظهار إبداعك بطرق شتى تتعلق بطريقة التواصل مع أصدقائك والقيام بمزيد من الأشياء الممتعة،حتى لو كان ذلك عن بُعد. يمكنك إنشاء الفرقة الموسيقية التي طالما حلمت بها عبر الإنترنت أو إجراء مكالمات فيديو مع ارتداء ملابس بطابع خاص وتبادل شعورك مع الآخرين. كما يمكنك التواصل مع أصدقائك والراشدين الذين تثق بهم. إنّ قضاء الوقت مع أشخاص تُحبّهم يساعدك في التعامل مع مشاعرك وبناء تقديرك الذاتي، كما يعزز من شعورك بالسعادة وبأنّك تتمتع بصحة جيدة.
إنّ جسدك وعقلك مترابطان. لذلك عندما تشعر بالتوتر والقلق، احرص على الاعتناء بنفسك عن طريق:
التنفس: تساعد تمارين التنفس البسيطة على الاسترخاء عندما تشعر بالارتباك وتحول دون سقوطك في دوامة القلق النفسي.
التمارين: ركّز على التنفس- اجلس في مكان وحدك وامدد ذراعيك ورجليك وأغلق عينيك. ركّز على تنفسك أثناء أخذ شهيق عميق من أنفك وإخراج هواء الزفير من فمك. يساعدك التركيز على التنفس على إفراغ ذهنك مما يشغله وإبطاء معدل نبضات القلب، كما يساعدك على الشعور بالاسترخاء.
للاستزادة يمكنك أيضًا الاطلاع على المواقع الإلكترونية الآتية:
© حقوق النشر 2022 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. كل الحقوق محفوظة.