الشعور بالإحباط
قد يباغتنا الشعور بالحزن أو الإحباط في لحظة ما في حياتنا وقد نشعر بذلك من حين لآخر. ولا بأس في ذلك، إذ نمرّ جميعنا بهذه المشاعر، وهي ليست سوى بعض المشاعر التي تنتابنا.
ينتابنا أحيانًا شعور بحزن طفيف لا يدوم سوى لحظات، تمامًا مثلما نشعر عندما يعتذر صديق عن أمرٍ خططنا له سويًا. وفي أحيانٍ أخرى، يكون الشعور أكثر حدة،إذ نشعر بحزن أكبر عند حدوث أمرٍ جللٍ في حياتنا مثل عدم قدرتنا على الانضمام للفريق الرياضي الذي طالما حلمنا بالانضمام إليه. وكل هذا امر طبيعي! وبمرور الوقت، تتبدد مشاعر الحزن عادةً ونتقبل الوضع والظروف المستجدة.
عندما نشعر بالحزن، يبدو لنا بأنّ كلّ شيء في حياتنا لا يسير
على ما يُرام وقد نشعر بالانزعاج من كل شيء
في حياتنا. ولكن، ينبغي أن نتذكر دومًا بأننا قادرون على التعامل مع مشاعرنا:
تواصل مع أصدقاءك وأفراد أسرتك. يساعدنا البقاء بالقرب من الناس عند الشعور بالحزن على تخطي الشعور بالوحدة. ولا تخشَ من التحدث عن مشاعرك، فالتعبير عن مشاعرنا يساعدنا على فهمها بشكل أفضل. كما ستكتشف بأنّ أصدقاءك وأسرتك مرّوا بمواقف مشابهة ويمكنهم فهمك.
اسأل نفسك: هل يمكن التفكير بالموقف بطريقة مختلفة؟ أحيانًا، ينبغي لنا أن ننظر إلى الموقف من منظور مختلف؟ أو من زاوية أخرى. نعم، قد لا يكون ذلك سهلًا، ولكنه يساعدك على وضع توقعات مستقبلية مختلفة للموقف الذي تمرّ به.
عندما يحدث شيء لنا، يستحوذ على تفكيرنا ويشغل بالنا، فنبدأ بالتركيز على كلّ شيء يشعرنا بالحزن ويبدو لنا بأنّ كل شيء في حياتنا يسير على نحوٍ معاكس لما نريد. بدلًا من الاستسلام لذلك، عوّد نفسك على تغيير وجهة تركيزك من الأمور السلبية إلى الأمور الإيجابية في الحياة؛ فكّر في الأشياء التي أنت راضٍ عنها أو ممتنٌ لوجودها. هل لديك صديق مقرّب يقف بجانبك دومًا؟ هواية تُبعث السرور في نفسك؟ حيوان أليف تستمتع بقضاء الوقت معه؟ فكّر بمثل هذه الأشياء الإيجابية في حياتك.
فكّر بالأشياء التي تستمتع بفعلها واحرص على فعلها أكثر، لا سيما في الأوقات التي تشعر فيها بأنك لست بخير. مارس بعض التمارين الرياضية وحاول تمضية الوقت في أمور تستمتع بها مثل القراءة ومشاهدة الأفلام أو الذهاب مع الأصدقاء إلى مراكز التسوّق (المول). لا بد أن تُشغل نفسك بالأنشطة التي تعلم بأنها ستُحسّن من مزاجك.
من الطبيعي أن نشعر بالحزن من وقت لآخر. ولكن، قد يغلب الحزن على مشاعرنا ومزاجنا أحيانًا، ما يُصعّب علينا عيش حياتنا اليومية بطريقة اعتيادية. إذا انتابك مثل هذا الشعور واستمر لمدة تزيد على أسبوعين، فربما يكون مؤشرًا على ما يُعرف بالاكتئاب. يختلف الشعور بالحزن عن الاكتئاب، وقد يصعب التمييز بينهما؛ غير أنّ الحزن يتلاشى بمرور الوقت أمّا الاكتئاب فيظلّ ملازمًا لك.
ينتاب الأشخاص المكتئبون مشاعر سلبية أو قد لا يشعرون بشيء أبدًا! فيما يلي بعض العلامات الشائعة للاكتئاب:
ولكن، مهلًا!
فلا بد من الإشارة إلى أنّ الاكتئاب أمرٌ يمكن معالجته؛ وعند توفّر المساعدة والدعم الصحيحين تتحسّن الأمور كثيرًا. ربما تستحوذ علينا هذه المشاعر، غير أنّنا يمكن أن نشعر بتحسّن عند اتخاذنا خطوات بسيطة. ينبغي أن نرفق بأنفسنا ونقوم بأشياء لطيفة وممتعة من أجلنا، مثل إيجاد هواية فنية جديدة أو قضاء الوقت مع أشخاص يعززون من شعورنا تجاه أنفسنا أو القيام بأشياء نستمتع بها أو اللعب مع حيوان أليف أو مشاهدة التلفاز أو الأفلام التي يمكن أن تُنحّي الأفكار السلبية جانبًا. بادر بفعل أي شيء يعزز من شعورك بأنك بخير، وتذكّر أنّ هذه الخطوات البسيطة كافية لمساعدتك على قطع شوط طويل!
في حال لم تُجدِ هذه الخطوات البسيطة نفعًا وشعرت بأنّك بحاجة إلى مزيد من الدعم، عندئذ لا بد من التحدث إلى شخص تثق به يمكنه أن يمدّ لك يد العون مثل والديك أو أحد أفراد أسرتك أو المرشد في المدرسة أو الطبيب. كما يمكنك الاستعانة بالأدوات المتاحة عبر الإنترنت مثل تطبيق الصحة النفسية Bloom.
© حقوق النشر 2022 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. كل الحقوق محفوظة.