التوترات والضغوطات
والمشاجرات
تتسم مرحلة المراهقة بأنّها فترة مليئة بالتغيرات؛ إذ نشهد تغيرات في جسدنا ومشاعرنا وحتى علاقاتنا مع الآخرين تختلف. إنّها فترة مهمة في تشكيل هُويتنا ومن نكون؛ لذا فهي فترة خاصة ومهمة للغاية.
أن تصبح راشدًا
عندما كنا صغارًا، كان والدانا يتخذان القرارات التي تتعلق بنا. ولكن، في المراهقة نبدأ بتشكيل وجهات نظرنا وأفكارنا وتفضيلاتنا واتخاذ العديد من القرارات والخيارات بأنفسنا. ولن تكون صائبة دومًا! ولكن، لا بأس فهكذا نتعلّم وننمو.
نبدأ باختبار آرائنا وحدودنا ومسؤولياتنا، وقد لا ندرك ذلك أحيانًا. يمثّل كلّ ذلك جزء من إمساكنا بزمام الأمور وفهم مسؤولياتنا في مرحلة المراهقة. وبينما نمرّ بتجارب وخيارات جديدة شتى، قد نتشاجر مع الآخرين من حولنا ونختلف معهم.
و قد تدور هذه الجدالات والمشاجرات حول موعد النوم والأعمال الروتينية في المنزل ونتائج المدرسة والملابس التي نرتديها والأنشطة التي نقوم بها والأصدقاء الذين نخرج برفقتهم. ولا بأس في هذا؛ فيجب على الآخرين أيضًا أن يتعلّموا كيف يتأقلمون مع طريقتنا الجديدة في التعبير عن وجودنا.
ورغم ما قد تنطوي عليه هذه الأوقات العصيبة من شدّ وجذب وشجار بين حين وآخر، ولكنها تساعدنا على اتخاذ الخطوة التالية، ويمكن أن نتوصّل بعدها إلى رؤى جديدة وإنجازات. ولكن في نهاية المطاف، ينبغي أن نتفق وأن نتوصل إلى تسوية جديدة معًا. ينبغي أن نتذكر بأنّ جميع الأسر تمرّ بأوقات صعبة في بعض الأوقات، وغالبًا ما تخرج من هذه المرحلة بسلام.
الضغوطات والتوقعات
وقد نتعرض في هذه الفترة لضغوطات من الأشخاص من حولنا، وخاصة فيما يتعلق بمن نحن وماذا حققنا وكيف ينبغي أن يبدو مظهرنا أو كيف نتصرف.
قدنتعرض لضغوطات من:
يمثّل ضغط الأداء أحد الضغوطات الشائعة ، ويُقصد به الضغط الذي يشعر به الناس للارتقاء إلى مستوى المعايير أو الطلبات أو التوقعات. ويعتبر ضغط الأداء شائعاً بين اليافعين خاصة فيما يتعلق بأدائهم في المدرسة، إذ يشعرون بضرورة أن يكون أداؤهم جيدًا في المدرسة وأن “لا نُخيّب أنفسنا أو نخيّب آمال الأشخاص المقرّبين منا”.
أما ضغط الأقران فيقصد به الشعور بأنّه يجب علينا قول شيء ما أو فعله حتى يحبنا أقراننا أو ننسجم معهم؛ فقد تفعل شيئًا ما أو تقوله فقط لأنّ شخصًا بعينه طلب منك ذلك. وربما أيضًا تشعر بأنّ ثمّة شيء ما يعتمد على توقعاتك يدفعك لفعل شيء أو ربما تفعل شيئًا ما لتجنب التبعات غير المرغوب بها لعدم فعله.
ماذا أفعل عندما أتشاجر مع الآخرين أو أتعرض لضغوط منهم؟
إنّ جميع التغيرات التي تحدث لنا في المراهقة وما يصاحبها من شدّ وجذب وتوتر وشجار هي أمرٌ طبيعي؛ ومحاولة التأقلّم معها تستغرق وقتًا. ولكن في أثناء ذلك، يمكن لجميع الأطراف القيام ببعض الأمور لجعل عملية التأقلم أسهل وأخف وطأة.
وفيما يلي بعض الأمور التي يمكن فعلها عند حدوث شجار أو التعرض لضغوطات:
- تحدّث مع الآخرين وتأكّد من الحفاظ على التواصل معهم.
- شارك أفكارك ومشاعرك ومخاوفك.
- خذ استراحة قصيرة، فعندما تزداد حدة التوتر احرص على الابتعاد قليلًا إلى أن تهدأ. يمكنك الخروج للمشي أو الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث مع صديق أو الانشغال بأمر إبداعي مثل الرسم أو الكتابة أو التلوين أو الرقص. تساعد هذه الأنشطة على الاسترخاء والتفكير بهدوء.
- أظهر الاحترام لنفسك وللآخرين. ويعني هذا أنّ عليك أن تتذكر دومًا حدودك وقيمك وأن تتقبّل قيام الآخرين بالأمر نفسه.
- اصغ للآخرين. كل شخص يستحق أن يستمع الآخرون لما يقوله. خذ وقتك في التعبير عن رأيك وخذ وقتك في الاستماع لوالديك أو أصدقائك عندما يحين دورهم في الحديث.
- ابحث عن الحلول معًا؛ هل ثمّة حلٌّ يتفق عليه الجميع؟
- انظر إلى الأمور من منظور الطرف الآخر. فعلى سبيل المثال، عندما تتشاجر مع والديك تذكّر بأنّهم كثيرًا ما يكون موقفهم نابعٌ من قلقهم عليك ورغبتهم بما هو أفضل لك.
- قم بالمصالحة بعد المشاجرة. لا نرغب أحيانًا بالاعتراف بخطئنا ولكننا نشعر بالأسف. وقد لا يكون ذلك تخليًا عن وجهة نظرنا وإنما نشعر بالأسف لأننا سببنا الضيق للآخرين. لذا، حاول الاعتذار عما بدر منك أثناء المشاجرة أو الخلاف.
- امضِ قدمًا وابدأ من جديد بعد إنهاء الخلاف. ينبغي أن يسامح كل واحدٍ منكما الآخر وأن تتفادى التحدث فيما مضى كثيرًا.