يحدث التنمّر عندما يتعرض شخص ما للإيذاء المتعمّد سواء بالكلمات أو الأفعال، وعادة ما يكون ذلك بشكل متكرر بحيث يدفعه للشعور بالاستياء مع مواجهة صعوبة في إيقاف الأذى الذي يتعرّض له. التنمّر فعلٌ غير مقبول إطلاقًا!

يتخذ التنمّر أشكالًا مختلفة:

لفظي:

يتضمن إطلاق ألقاب والتقليل من شأن شخص ما وإهانته وتوجيه النقد أو التذمّر منه أو إطلاق تعليقات غير لائقة أو التهديد بإيذائه أو التسبب له بالضرر.

اجتماعي:

نشر الشائعات أو أمور كاذبة عن شخص ما وإطلاق نكات مُهينة عنه أو عمل مقالب بشخص لا يحب ذلك أو إحراجه في مكان عام (مثل كافتيريا المدرسة أو مركز التسوق التجاري (المول)) أو استبعاد شخص ما من الفعاليات الاجتماعية أو اللقاءات.

جسدي:

يتضمن الضرب واللكم والركل والدفع والنخز والقيام بإيماءات وحركات غير مهذّبة باليد أو تخريب ممتلكات شخص ما.

@!#*

التنمر الإلكتروني (السيبراني):

استخدام التكنولوجيا أو الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي لإيذاءشخص ما بإرسال رسائل أو صور مؤذية أو مشاركة تعليقات جارحة أو صور مهينة له.

ينطوي التنمّر عادة على مشاركة عدة أشخاص:

  • مرتكب التنمّر(المتنمِّر): الشخص العدواني لفظيًا أو جسديًا سواء على الإنترنت أو في الواقع.
  • المتنمَّر عليه (الضحية): الشخص الذي يتعرّض للهجوم والشتائم والإهانات والاعتداء من المتنمّر.
  • المتفرّجون: الأصدقاء والزملاء في الصف أو الفريق أو أعضاء مجموعة الدردشة الذين يشاهدون التنمّر أو يعرفون عنه. قد لا يحاول هؤلاء الأشخاص التحدّث أو الوقوف بجانب الشخص الذي يتعرّض للتنمّر ويعود ذلك لما يُعرف بتأثير المتفرّج، ويعني أنّه في بعض الأحيان لا يقوم الناس الذين يشاهدون حادثة التنمّر بالتصدّي لمرتكب التنمّر لأنّهم يعتقدون بأنّ شخصًا ما سيبادر بفعل ذلك أو لأنّهم لا يعرفون ما عليهم فعله. إذا شاهدنا حالة تنمّر ولم نقف بجانب الشخص الذي يتعرّض له، فإننا بهذا نتيح للتنمّر بالاستمرار. علينا أن نعلم بأننا نتحمّل مسؤولية المبادرة بقول شيء أو فعل شيء عندما نرى حالة تنمّر.

 

قد يتجه الناس إلى التنمّر لأسباب عديدة، ومع ذلك فلا يوجد أي سبب يبرر التنمّر.

  • بعض الأشخاص تعرّضوا للتنمّر أو لإساءة المعاملة في المنزل ولم يعرفوا كيف يمكنهم التخلص من إحباطهم أو السيطرة على مشاعرهم فأفرغوا غضبهم على الآخرين.
  • يبدأ البعض التنمر بمضايقة الآخرين والمزاح معهم من أجل المتعة، ولكنّ الحال يتطوّر مع الوقت فتصبح المضايقة أشدّ دون أن يدركوا بأنّ تصرّفاتهم تؤذي الآخرين وتلحق بهم الضرر.
  • يشاهد البعض أصدقاءه وهم يتنمرون على بعضهم، فيقلّدونهم تماشيًا معهم ولينسجموا معهم ولينالوا اعجابهم ، وفي الوقت نفسه يتجنبون التعرّض للتنمّر.
  • أما البعض فيشعر بعدم الأمان والضعف، فيبدؤون بإهانة الآخرين والتقليل من شأنهم والتنمّر عليهم، لأنّ ذلك يعزز شعورهم بالقوة أو السيطرة.

يُشير التنمّر الإلكتروني إلى استخدام التكنولوجيا في التحرش أو الإيذاء أو الشتم أو التهديد أو إهانةالغير علانية. ويشمل ذلك:

  • إرسال رسائل أو تعليقات مذلّة أو غير لائقة أو مهينة.
  • رفع صور ومقاطع فيديو مهينة أو محرجة لشخص ما على الإنترنت ومشاركتها دون إذنه.
  • مشاركة معلومات شخصية عن شخص ما دون موافقته.

  وعادة ما ينطوي التنمّر على استخدام الإنترنت أو الهاتف الجوّال (النقّال) ويحدث عن طريق رسائل البريد الإلكتروني وغرف الدردشة والتطبيقات مثل واتساب والتيك توك والانستغرام والسناب شات وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. ونظرًا لصعوبة حذف أي شيء يُنشر على الإنترنت بشكل دائم، فإنّنا نشعر بأنّ التنمّر متواصل لا ينتهي.

 

في حال تعرّضك للتنمر الإلكتروني، يمكنك فعل ما يلي:

  • تجاهل الرسائل المؤذية وعدم الرد عليها. تجاهل الرسائل واحظر أي رقم أو عنوان بريد إلكتروني أو حساب يرسل إليك رسائل مسيئة.
  • تجنّب الإفصاح عن معلوماتك الشخصية، فلا ينبغي مشاركة رقم هاتفك أو عنوان منزلك أو أي بيانات شخصية عبر الإنترنت مع أي شخص كان.
  • الاحتفاظ بالدليل. في حال استمر الوضع، احتفظ بالرسائل والصور المسيئة التي وصلتك لتتمكن من عرضها على اللأخصائيين في المدرسة أو والديك أو الشخص المسؤول عن معالجة الوضع.
  • إبلاغ الوالدين أو أحد المعلمين أو الشرطة عن الأمر.
  • الاتصال بالخط الساخن للإبلاغ عن الإساءة في منطقتك لطلب المساعدة اللازمة. يمكنك الاتصال بالأرقام الرئيسة الآتية (5115 800 أو 80085)، ولكن من المفضل أن تحاول العثور على الأرقام التي تقدّم الخدمات في منطقتك.
  •   في البداية، قد تشعر بأنّ التنمّر مزعجٌ حقًا وتكتفي بمحاولة تجاهله، غير أنّ استمرار التنمّر وحدوثه بشكل متكرر قد يكون له انعكاسات أكثر شدة مثل:    

    • أن يدفعك للشعور بأنّك سريع الانفعال وغاضب أو متوتر دومًا.
    • ضعف أداءك المدرسي مقارنة بأدائك سابقًا.
    • التغيّب عن المدرسة والأنشطة الاجتماعية الأخرى أو عدم الرغبة بالذهاب إليها ثانية.
    • مواجهة صعوبة في القدرة على النوم أو مشاهدة كوابيس والتي غالبًا ما تتعلق بالتنمّر.
    • تصبح مشغول البال أو قلقًا أو ربما تبدأ بالتعرّض لنوبات هلع.
    • الشعور بالوحدة أو الحزن أو الاكتئاب.
    • صداع أو آلام في المعدة متكررة لا يمكن تفسير سببها.
    • الشعور بالبؤس وعدم الثقة بالنفس.
    • الشعور بانعدام الأمان أو الخوف أو الذعر.

     

     

    إذا وجدت نفسك فريسة لدوامة من هذه الأفكار والمشاعر أو إذا كان شخص تعرفه يمرّ بذلك، رجاءً سارع إلى التواصل مع شخص راشد ثقة على الفور أواتصل على الخط الساخن للإبلاغ عن الإساءة في المنطقة التي تعيش فيها.

  قد يكون للتنمّر انعكاسات سلبية حقيقية على سعادة الشخص وصحته ومستقبله. فيما يلي بعض الأمور التي يمكنك فعلها في حال التعرّض للتنمّر:

  • استخدام أسلوب اليد. يتألف هذ الأسلوب من خمس خطوات، ويسهل عليك تذكّر هذا الأسلوب بربط كل إصبع من أصابع يدك بإحدى الخطوات:
    1. نبدأ من الإصبع الأصغر (الخنصر) والخطوة الأولى وهي ببساطة تجاهل التعليق الذي يصدر من شخص يقول أشياء غير لطيفة، مثل ’أليس قصيرًا؟’ حذاؤها قذر’ أو ’لا أحد يُحبّه’. أحيانًا، ينبغي لنا أن نتظاهر بأننا لم نسمع ما قيل أو أنّه لا يهمنا ولا قيمة له عندنا.
    2. أما الخطوة الثانية فهي الابتعاد. أحيانًا، قد يكون الابتعاد أفضل رد فعل تجاه التنمّر ، كما في الحالات التي يكون بقاؤنا في المكان بلا جدوى أو عندما تكون مواجهة المتنمِّر في هذا الوقت فكرة غير صائبة.
    3. في حال استمر تعرّضك للتنمّر، يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية وهي التحدّث مع المتنمّر بطريقة ودية. فمن المحتمل أن هدفه من التنمّر هو لفت الانتباه، وعندئذ سيتوقف عن التنمر بعد التحدث معه.
    4. إذا لم يتوقف المتنمِّر بعد التحدّث إليه بودّ، تحدّث معه بحزم وأخبره بأنّ عليه أن يتوقف عن التنمّر.
    5. أخيرًا، إذا لم تنجح الخطوات السابقة في إيقاف التنمّر، سارع بالإبلاغ عنه. اختر الشخص الذي ستطلب منه المساعدة بحذر، إذ ينبغي أن تختار شخصًا يمكن الوثوق به ومن المتوقع أن يتمكن من حل المشكلة دون استخدام القوة أو العنف.  في العادة، يكون المعلم شخصًا مناسبًا لحلّ هذه الأمور. كما يمكنك الاتصال مباشرة بأقرب خط ساخن للإبلاغ عن الإساءة.

 

 

 

  • تمرّن على أسلوب التمويه أو التضليل؛ ينجح هذا الأسلوب عادة مع التنمّر اللفظي. يهدف هذا الأسلوب إلى الاستجابة لتعليقات التنمر المسيئة دون الشعور بالضيق أو اللجوء إلى شتم مرتكب التنمّر وإهانته بالمثل.

 

يعتمد هذا الأسلوب على التصرّف بثقة ونتفق مع المتنمِّر بأنّه ربما لديه وجهة نظر ولكننا غير معنيين ولا نكترث بها. تكمن الفكرة بأنك قد تقرّ بأنّ المتنمِّر قد يعتقد أمرًا ما، ولكنك لا تُلقي بالًا لما يقوله. إليك هذا المثال:

  • المتنمِّر: لا أحد يحبّك.
  • المستهدف: هذا ما تعتقده. ( لا تقل أي شيء آخر)
  • المتنمِّر: أنت تمضي وقت الغذاء في المكتبة.
  • المستهدف: نعم صحيح! وما الذي يزعجك بهذا؟ (اترك مرتكب التنمر يذهب دون قول أي شيء. وتظاهر بأنك غير مهتم أو حتى تشعر بالملل).

 

إذا جربت الأساليب المذكورة أعلاه ولكن الوضع لم يتغير بل وازداد سوءًا، اتصل بأحد الخطوط الساخنة الآتية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الخط الساخن للإبلاغ عن الإساءة: رقم الهاتف الرئيس: 51115 800 أو الاتصال على 80085

أو يمكن الاتصال على:

  • 800 988
  • 800 7283
  • 800 111
  • 800 700  (الشارقة)
  • أو الاتصال بمؤسسة حماية للمرأة والطفل في عجمان على هاتف: 446292 800

 في حال تعذّر عليك الاتصال بنفسك، يرجى التواصل مع راشد تثق به مثل أحد المعلمين أو ربما أحد الأشخاص في المدرسة الذين تعتقد بأنهم قادرون على مساعدتك.

  • التصديق على ما يحدث. إذا كنت تعرف شخصًا ما يتعرّض للتنمّر، احرص على الاطمئنان عليه واسأله عن حاله واسأله إن كان بوسعك مساعدته أو مساندته.
  • التدخّل عند مشاهدة التنمّر. إذا شهدت حالة تنمّر سواء في الحياة الواقعية أو على الإنترنت، بادر بالتدخل لإيقافه. أخبر أحد المعلمين أو مرشد المدرسة أو المدرب. اطلب من المتنمِّر التوقف وقف بجانب الضحية وقدم له المساندة ووجّه ليتمكّن من الخروج من هذا الوضع.
  • كُن قدوة يُحتذى بها:
  • راجع تصرّفاتك: هل أنت متأكّد بأنّك لا تتنمّر على أحد ما (دون قصد) أو تضايق أحدهم بشكل متكرر؟
  • لا تشارك صور الآخرين دون موافقتهم؛ خاصة إذا كانت الصور خاصة. ولا تتحدث عن الآخرين من وراء ظهورهم ولا تُفشي أسرارهم.
  • أطلق حملات مناهضة للتنمّر في المدرسة أو في مركز المجتمع المحلي أو انضمّ إلى الحملات القائمة.
  • كُن لطيفًا مع الجميع حتى إن لم يكونوا أصدقاءك.