لعلّ فقدان شخص عزيز علينا من أكثر الأمور التي تواجهنا في الحياة صعوبة. ولا يمكننا مهما فعلنا أن نكون مستعدين لمثل هذا الأمر، فضلًا عن المشاعر الجمّة التي تغمرنا في هذه الحال وتربكنا.

ورغم أنّ هذا الأمر من سنن الحياة، فهو لايزال حدثًا صعبًا ويحدث تغييرات كثيرة في حياتنا. كما يثير العديد من الأسئلة في أنفسنا من قبيل ’لماذا حدث هذا الأمر؟’ و’لماذا هم؟ و’ لمَ الآن؟’. ومن الطبيعي أن تُثار هذه الأسئلة عند فقد شخص عزيز. ومهما بدا التعوّد على الأمر والتأقلم معه صعبًا، فإنّ الأمور تتحسّن بمرور الوقت.

يشكّل الحزن والحداد جزءًا من عملية التعافي بعد فقدان شخص عزيز أو صديق أو حتى فقدان حيواننا الأليف.تقلّ حدة هذه المشاعر رويدًا رويدًا بمرور الوقت.

لا بد لنا أن نعلم بأننا نختلف فيما بينا في ردة فعلنا وتعاملنا مع الفقدان. ولا توجد طريقة صحيحة لفعل ذلك، فكلّ واحدٍ منّا لديه مشاعره الخاصة وطريقته بالتعامل مع الفقدان.

ما الذي يحدث لنا خلال الحداد؟

  • البكاء كثيرًا أو عدم البكاء أبدًا.
  • صعوبة الخلود إلى النوم أو النوم طيلة الوقت.
  • تناول الكثير من الطعام أو انعدام الشهية.
  • المرور بمشاعر غامرة ومربكة أو الشعور بفقدان الإحساس.
  • أعراض جسدية مثل الصداع أو ألم المعدة أو الغثيان.
  • صعوبة في التركيز أو مواكبة الأقران في المدرسة.
  • الشعور بأنّا خائري القوى أو بالكاد نملك شيئًا من الطاقة.
  • التصرّف بطريقة مختلفة عن المعتاد في المنزل أو المدرسة أو مع الأصدقاء.

 

كلّ هذه المشاعر التي تنتابنا مشاعر طبيعية واستجابة عادية للفقدان. قد تكون المشاعر غامرة ومربكة وقد تشعر بتغيرات سريعة في مزاجك وقد يستمر الشعور بالحزن بعض الوقت. ولكن، اطمئن فهذه المشاعر صحية وطبيعية وتساعدك على استيعاب الفقدان والتأقلم معه.

عندما نفقد شخصًا ما، نشعر بالارتباك والعجز والإرهاق.

فيما يلي  بعض الأمور التي يمكننا فعلها لنخفف عن أنفسنا:

  • جِد أشخاصًا مساندين. أحِط نفسك بأشخاص تثق بهم، وتشعر بالارتياح معهم وبمساندتهم. ابذل جهدك للحفاظ على تواصلك مع الأشخاص المقرّبين منك الذين يحبونك.
  • عبّر عن مشاعرك قدر الإمكان. قد تشعر بشيء من عدم الارتياح أو الإحراج للتعبير عن مشاعرك. ولكنّ الأمر يتطلب قدرًا كبيرًا من الشجاعة والقوة لتحزن وتتجاوز الأمر. تحدّث إلى الأشخاص الذين تثق بهم، وتذكّر بأننا جميعًا نمرّ بهذه التجربة في لحظة ما، ولذلك فثمة العديد من الأشخاص الذين يتفهمون ما تمرّ به. كما يمكنك التعبير عن نفسك بشغل نفسك بأنشطة إبداعية مثل التلوين والرسم أو الكتابة أو الرقص.
  • اعتنِ بنفسك وابحث عن أمور ٍتجعلك تشعر بتحسن ولو قليلاً ، مثل التحدّث مع الأصدقاء أو تناول وجبة صحية أو الاستماع إلى موسيقى معينة أو الخروج وقضاء بعض الوقت في الطبيعة. تنبّه إلى الأمور التي تساعدك على التخفيف من حزنك قليلًا واشغل نفسك بها أكثر.
  • واظب على القيام بالأنشطة التي طالما أحببتها، مثل لعبتك الرياضية أو القيام بالواجبات المنزلية أو ألعاب الفيديو مع الأصدقاء أو الخروج برفقة الأصدقاء. فمن الجيد أن تشعر بأنّ حياتك لم تتغير كليًا وأنّك قادر على إيجاد شيء مألوف تشغل نفسك به.
  • ترفّق بنفسك وكُن صبورًا معها. فما من شيء كان بإمكانك فعله لمنع حدوث الأمر، فهذا ليس خطؤك. وتذكّر بأنّك تبذل أقصى ما في جهدك وأن التعامل مع فقدان الأحبة ليس بالأمر الهين أبدًا. اهتم بشؤون يومك الحاضر وعش كل يومٍ في وقته. قد تشعر بالفخر الكبير لتأقلمك مع الوضع بغض النظر عن الطريقة التي اتبعتها.
  • حاول استحضار ذكريات جميلة. حاول إيجاد طريقة للشعور بالامتنان للوقت الذي قضيتماه معًا. ربما ترغب بجمع هذه الذكريات في دفتر مذكرات أو جمع الصور في ألبوم أو صنع عمل فني منها.
  • لا تخشَ من الاستمتاع أو إراحة نفسك من التفكير بالأمر قليلًا. فلا شيء يدعو للشعور بالذنب على لحظات السعادة والمرح، بل من المهم للغاية أن تمرّ بمثل هذه اللحظات، فهي تمدّك بالقوة اللازمة للتعامل مع اللحظات الصعبة أيضًا. وتذكّر بأنّ الشخص الذي فقدته طالما كان يرغب برؤيتك سعيدًا، أليس كذلك؟ لذا فإنّ قدرتك على إمتاع نفسك أمر طيب!
  • لا تتردد بطلب العون عندما تشعر بأن الأمور أصبحت أكثر من قدرتك على الاحتمال. حاول أن تتحدث إلى شخص راشد تثق به أو إلى مرشد المدرسة أو طبيبك؛ فهم سيستمعون إليك وسيقدّمون لك المشورة بشأن أكثر الأمور التي يمكن أن تُخفّف من مصابك. كما أن هناك مجموعات دعم للمراهقين الذين مروا بتجارب مماثلة.
  • شجّعهم على التعبير عن أنفسهم. ربما يرغبون بالتحدث عن ذكرياتهم مع الشخص الراحل أو ربما يمكنك إخبارهم عن تجربتك مع فقدان شخص عزيز. إذ من المفيد دومًا محاولة التحدّث معهم عن شعورهم تجاه الأمر.
  • قضاء الوقت برفقتهم، واعرض عليهم القيام ببعض الأنشطة التي يستمتعون بها. إنّ الانشغال ببعض الأمور الملهية تساعدهم على الاسترخاء أو استعادة النشاط والتعامل مع اللحظات الصعبة.
  • شاركهم بعض النصائح والأدوات المذكورة أعلاه بشأن الاعتناء بنفسك؛ مثل ممارسة التمارين الرياضية والانشغال بأنشطة ممتعة وإبداعية وما إلى ذلك.
  • كن صبورًا معهم وترفّق بهم. تذكر بأن الحزن يحتاج وقتًا وأنّ بعض المشاعر قد تعود فجأة بشكل غير متوقّع. تحلّى بالصبر وأتِح لهم المجال ولا تتخلَّ عنهم. ولكن، لا تضغط عليهم للتحدّث.
  • شجّعهم على طلب المساعدة من شخص راشد يثقون به مثل مرشد المدرسة أو الطبيب، إذا لزم الأمر؛ فهم قادرون على تقديم المشورة بشأن أكثر الأمور التي يمكن أن تفيدك. كما أن هناك مجموعات دعم للمراهقين الذين مروا بتجارب مماثلة.