من منا لم يمرّ بمواقف جعلته يشعر بالقلق أو التوتر أو حتى الذعر؟! وعادة ما تتلاشى هذه المشاعر بعد انتهاء الموقف. ولكن، في بعض الأحيان قد يستغرق الأمر وقتًا أطول، وربما نشعر بأنّنا غير قادرين على استعادة شعورنا كما كان قبل الحادثة! وقد تلازمنا ذكريات تجربتنا على مدى بضعة أسابيع وأحيانًا لبضعة أشهر بعد حدوثها.
لا تكون الأحداث الصادمة أحداثًا ضخمة بالضرورة؛ كتلك التي نشاهدها في التلفاز من كوارث طبيعية أو زلازل أو فيضانات، فربما تكون أحداثًا على نطاق أضيق وتغيرات في حياتنا شخصية مثل طلاق الوالدين، أ و ربما تكون أمورًا تحدث أمام أعيينا مثل العنف.
يتفاعل كل واحد منّا بطريقة مختلفة مع الأحداث التي نمرّ بها في حياتنا، وقد يتأثّر البعض أكثر من غيره. فعلى سبيل المثال، يستطيع البعض التحدث عن تجربته مهما كانت صعبة، في حين يصعب على الآخرين مجرد التفكير فيها أو معالجتها.
إذا استمر هذا الشعور لمدة تزيد على شهر، فربما يكون هذا دلالة على ما يُعرف باضطراب الكرب ما بعد الصدمة (ويعرف اختصارًا بـالأحرف الإنجليزية PTSD). ولكن لا بأس؛ إذ يمكن علاجه ويمكننا أن نتعلّم كيفية التعامل معه في حال مررنا بذلك..
تؤثّر الصدمة على الناس بطرق مختلفة وتختلف الأعراض من شخص لآخر؛ فالطريقة التي نتفاعل بها مع الصدمة يعتمد بشكل كبير على شخصيتنا. كما أنّ التغلّب على الصدمة لا يعني ’تجاوزها’، وإنّما التعافي أو المضي قُدمًا. ولا بد من توفّر مساحات آمنة لمراجعة الأحداث والتحدّث عنها. فيما يلي بعض الأمور التي تساعدنا على التعامل مع مشاعرنا عند مواجهة أحداث صادمة.
ربما نعرف أشخاصًا مقرّبين لنا تعرّضوا لصدمة، وقد نشعر بأننا عاجزون عن مساعدتهم. ولكن مهلًا، فثمّة بعض الأمور التي يمكننا فعلها لمد يد العون لهم:
© حقوق النشر 2022 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. كل الحقوق محفوظة.